تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، ووضع آلية لتقديم الاستشارات العلمية والعملية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي، وكذلك بناء شراكات علمية تدعم المنهج الوسطي في بلدان دور وهيئات الإفتاء باعتبارها خط الدفاع الأول عن مبادئ الإسلام الصحيح، وكذا تقديم النماذج الواقعية في تجديد الخطاب الديني وتطويره وتأسيس المناهج وترسيخ الأفكار وتقديم البدائل.
ويأتي ذلك جنبًا إلى جنب مع اعتنائها بوضع البرامج لتحقيق تكامل الجهود بين دور وهيئات الإفتاء في شكل منضبط ومنظم للمساهمة في تصحيح الصورة والمفاهيم المغلوطة المشوهة ومن ثَم تخفيف ما لَحِقَ بالإسلام من عداء وتشويه يقوم به الجماعات المتطرفة.
إضافة الى إقامة جسور لتقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة، وطرح مبادرات لتدعيم العلماء أصحاب المنهج الوسطي المعتدل حول العالم، فضلا عن وضع آليات للتصدي لظاهرتي الفوضى والتطرف في الفتوى، ونشر قيم الإفتاء الحضارية في العالم للمشاركة في صياغة فلسفة البناء الحضاري العالمي، ووضع البرامج لإعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبراتها في مجالات العمل الإفتائي، وكذلك تطوير الآليات التي تدعم الاستقرار والسلم الوطني والعالمي بمحاربة أفكار المتشددين والسعي في إجراءات المواجهة.
وفى سياق اهتمام الأمانة بوضع الخطط المستقبلية، كشفت الأمانة العامة عن الإعداد لعقد المؤتمر القادم الخاص بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم منتصف العام الجاري 2021م، حول (مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي)، وإنشاء موقع إلكتروني يهتم بالشأن الديني المحلي والعالمي ويقدم تحليلات رصينة لكل ما يدور في فلك الشأن الديني، إلى جانب إنجاز التطبيق الإلكتروني العالمي للفتاوي باللغات: الإنجليزية والفرنسية والألماني، وإنشاء مكاتب تمثيلية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء حول العالم.
وفى هذا الشأن اكد الدكتور إبراهم نجم، الأمين العالم للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأمانة تعمل على إعداد موسوعة لدراسة المساحات البينية بين الفتوى من جهة والعلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة أخرى تأثيرًا وتأثرًا، وهو مشروع رائد له قيمته العلمية الكبيرة في كلا المجالين، كما شرعت في إعداد معجم شامل لمصطلحات الفتوى والإفتاء لحصر واستقراء المصطلحات المستخدمة في العملية الإفتائية بكافة صورها وأشكالها، كذلك تعد الأمانة مدونة سلوك الفتوى، وهو مشروع يهدف إلى إعداد عرض تقديمي وأدلة إرشادية تعليمية وتدريبية شاملة لمحتوى صناعة الإفتاء من جوانبها وجهاتها المختلفة، تنقل خلاصة التجربة الإفتائية المصرية للعالم عبر الأمانة العامة، ويستعين بها طلاب الإفتاء والمدربون والمتدربون، كما توسعت الأمانة في دورها عبر الفضاء الإلكتروني كونها من أهم مفردات التواصل المباشر مع الناس شرقًا وغربًا.
وتسعى الأمانة منذ نشأتها إلى تنفيذ حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية، وذلك لتقديم حلول واقعية فعالة للتحديات الإفتائية للمجتمعات المسلمة من خلال تعزيز التنسيق بين دور وهيئات الإفتاء في العالم، أهمها طرح عدد من الإصدارات من بينها " إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية، المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي، الأسس والأساليب العلمية للإفتاء، إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية، معجم فقه النوازل، جمهرة أعلام المفتيين ، المؤشر العالمي للفتوى الإصدار الثاني، موسوعة صناعة الفتوى بين النظرية والتطبيق باللغة الإنجليزية".
ولا زالت الأمانة تسير قُدُمًا في دعم أهدافها العامة بالمشروعات والبرامج العلمية مضيفةً ومُطوِّرةً ومبادرةً؛ حيث قدمت طائفة من المشروعات الرائدة والمبادرات التي ارتأت أن العمل الإفتائي في مسيس الحاجة إليها.
إنشاء مكاتب تمثيلية
وتسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى إنشاء مكاتب تمثيلية للأمانة تكون فروعًا لمقر الأمانة في القاهرة، ويكون واجبها العمل على تطوير مجال الإفتاء تنظيرًا وتطبيقًا والإسهام في نشر رسالة الأمانة العامة وأهدافها.
وسيتم إنشاء هذه المكاتب واختيار أعضاءها من خلال تقدم الراغبون من المعنيين بأمر الإفتاء في الدولة المراد إنشاء المكتب بها بطلب إلى الأمين العام للأمانة لإنشاء مكتب تمثيلي للأمانة، وبعد موافقة مجلس الأمانة يتم اختيار مكان لائق ليكون مقرًّا للمكتب ويُبلَغ الأمين العام بعنوانه، كما تُخطَر الجهات الرسمية بالدولة مقر المكتب بهذه النية، وتُستوفى الإجراءات اللازمة لذلك من خلال دعوة من الأمين العام وبحضور ممثلين عن مقر الأمانة بالقاهرة يُعقَد بالمقر الاجتماع التأسيسي الأول، ويُدعَى إليه المعنيون بالإفتاء من المختصين بالدراسات الإسلامية والدعوة الإسلامية وتدريس العلوم الشرعية بالدولة مقر المكتب أو بالقارة التابع لها الدولة.
كما سيتم إجراء عملية انتخابية -عبر الاقتراع الحر- من بين الحاضرين في الاجتماع التأسيسي واختيار رئيسٌ مؤقتٌ للمكتب وأعضاء مؤقتين، إلى جانب إخطار مقر الأمانة بالقاهرة ممثلًا في الأمين العام بمن تم اختياره من الرئيس والأعضاء المؤقتين، تمهيدا لاعتماد نتائجَ الاجتماع التأسيسي، ويصير بذلك المكتب مقرًّا مؤقتًا لتمثيل الأمانة، لافتا إلى فتح بابُ التسجيل والعضوية في الأمانة لمن يستوفون الشروط اللازمة لذلك ويوافى المقر العام بذلك، كما تُعقَد اجتماعات تحضيرية مؤقتة بصورة دورية للمكتب إلى حين موافقة مجلس الأمانة على نتائج الانتخابات، و يُعقَد أول اجتماع للمكتب المؤقت في مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر بعد موافقة مجلس الأمانة على نتائج الانتخابات، فضلا عن تحديد أول اجتماعٍ للمكتب المؤقت خريطة الطريق لأنشطة المكتب في الفترة التالية، وكذلك سيرورة انتخاب المجلس الدائم للمكتب، ونظام المكتب الأساسي، ولائحته التنفيذية الفرعية، ويوافَى الأمين العام بذلك.
وحول القارات المزمع تدشين المكاتب التمثيلية الأولى بها، فسيكون هناك مكتب في أوربا، وأخر في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب مكتب في جنوب آسيا، ومكتب في إفريقيا.
ويأتي هذا السعي في إطار تحقيق الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء أهداف عدة أهمها التنسيق بين دور الإفتاء لبناء منظومة إفتائية وسطية علمية منهجية تعمل على بناء استراتيجيات مشتركة بين دور وهيئات الإفتاء فضلا عن بناء الكفاءات الإفتائية وتأهيلهم من خلال تراكم الخبرات المتنوعة للدول الأعضاء.
تدشين أول بوابة إلكترونية شاملة
كشفت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن عزمها تدشين بوابة إلكترونية متكاملة وكيان تفاعلي احترافي لها، تنفيذا لما تم اعتماده في المؤتمر الأول للأمانة في العام 2015 م.
وستقوم هذه البوابة بأدوار متعددة للأمانة تصنع معها صورة ذهنية مرجوة، بحسبانها مظلة عالمية لكل ما يخص الإفتاء في العالم كله، كما ستعمل على ترسيخ قيم الوسطية والتعايش في الفتوى، ونشر صحيح الدين الإسلامي بالفهم الوسطي ومناهضة التطرف الفكري، وكذلك مجابهة الآلة الإعلامية لجماعات العنف والتطرف والنوافذ الإلكترونية متعددة المشارب.
وزائر بوابة هذه المؤسسة العالمية، سوف يجد خبرًا صحيحًا قادرًا على مواجهة ما أثير من شائعات والتغلب عليها بمصداقية مصادره، والفتوى الصحيحة تأصيلا وتنزيلا، لمواجه سيل الفتاوى التي تعتمد شواذ الآراء وتسوغ العنف والقتل وإرهاب الآخرين والاعتداء عليهم، كما سيجد رؤى فكرية يتسلح بها لمواجهة الأفكار الهدامة، وحركة فقهية ودعوية دؤوبة يرى من خلالها ذاته ومجتمعه.. ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
كما أن البوابة ستكون حاضرة في قضايا الأسرة من زواج وطلاق وتربية، وعلى مستوى الأفراد هي حاضرة في جانبهم التعبدي، وجانب معاملاتهم مع الآخرين، كما ستكون حاضرة على المستوى الاقتصادي حاضرة، و الطبي والسياسي والاشتباكات الناتجة عن السياسة وتفاعلاتها.
كما ستخدم العاملين في الحقل الشرعي من مفتون ودعاة كي يجدوا معينا صافيا يستقون منه زادا يعينهم على ممارسة أدوارهم، كذلك سيجد كل من المثقفون والنخبة على اختلاف أطيافهم ضالتهم.
وأوضح دكتور نجم أن بوابة الأمانة ستحاول صناعة تجربة نجاح متميزة ترتكز على عالمية المنهج الإسلامي وتخطيه كل الحدود الجغرافية مستخدمه وسائل العصر المتاحة.
"مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي".. مؤتمر الأمانة القادم
مرت البشرية بأزمات كبيرة متلاحقة حتى خيمت أزمة كورونا مؤخرا بظلالها على كافة مجالات الحياة، وإعاقتها لكل تواصل بشرى ممكن، الأمر الذى يتطلب معه استحداث آليات ووسائل جديدة لمواكبة الظروف الآنية التي يأن منها العالم جميعا على كافة المستويات.
وقد استشعرت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم منذ إنشائها عام 2015م؛ أهمية التقنية الرقمية فوضعت هدفًا استراتيجيًّا يتعلق بتحسين إدارة المؤسسات الإفتائية والذي يشمل تطوير ودعم التحوُّل الرقمي وتقنياته في دور وهيئات الإفتاء في العالم، كما رأت أهمية عقد مؤتمرها الخامس لمناقشة نفس الهدف تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون».
لذا فإن الأمانة العامة اتخذت عدة خطوات نحو تحقيق التعاون والتكامل بين المؤسسات الإفتائية؛ بدءًا من توحيد الرؤى عبر إعلان القاهرة الصادر عن الأمانة العامة والميثاق العالمي للفتوى الصادر عام 2018م، ثم توحيد القِيَم عبر وثيقة التسامح الإفتائي الصادرة عن الأمانة العامة عام 2019م، ثم تعبيد طرق التعاون عبر الإعلان عن اليوم العالمي للإفتاء، ثم شحذ الهمم بالإعلان عن جائزة الإمام القرافي للتميُّز الإفتائي؛ هذا كله إلى جانب المؤتمر العلمي المدعوم بالورش التطبيقية الذي تعقده الأمانة العامة كل عام كإحدى أدوات ضبط الفتوى وترسيخ المنهج الوسطي في القول والرأي بين سائر دور وهيئات الإفتاء في العالم.
من هنا نشأت فكرة مؤتمرٍ يُمثِّلُ تفعيلًا لأهم هدفين استراتيجيين للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء؛ ألا وهما: إقامة جسور التعاون بين المؤسسات الإفتائية، وتطوير العمل الإفتائي بتطبيق التحول الرقمي؛ وذلك حتى تؤدي الأمانة العامة رسالتها وتحقق أهدافها في تفعيل التعاون بين أعضائها من المؤسسات الإفتائية وخاصة في سياق الدخول بالعملية الإفتائية في عصر النهضة الرقمية؛ فعزمت الأمانة على إقامة مؤتمرها لعام 2021م تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون» ليُمثل إجراء فاعلًا يعكس هذه الأهداف، ويكون كاشفًا عن أهمية التقنية الرقمية؛ مناقشًا ومحللًا قضايا إدخال المؤسسات الإفتائية في العصر الرقمي وتحديات تطبيق الرقمنة داخلها وكيفية الاستفادة بالتقنيات الحديثة في إقامة جسور التعاون بين هذه المؤسسات، وخاصة في سياق استخدام الاجتهاد الجماعي ووضع طرائق وآليات للفتوى الجماعية بجميع صورها الوطنية والعالمية.
ولفت دكتور نجم إلى أن الأمانة وضعت نصب أعينها مجموعة من الأهداف تسعى إلى تحقيقها من خلال ذلك المؤتمر ومن تلك الأهداف الهامة: زيادة الوعي بأهمية الرقمنة وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا لإدخالها في عصر الرقمنة، وكذلك دعم التقنيات الرقمية القائمة في المؤسسات الإفتائية ونشرها بين أعضاء الأمانة العامة، مع مناقشة وسائل الوقوف على متطلبات المستفتين في مختلف الدول الأعضاء، ووضع الآليات المناسبة لتحقيق هذه المتطلبات باستخدام التقنية الرقمية، بالإضافة إلى إظهار قدرة المؤسسات الإفتائية على التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع العالم الرقمي وغيره من التحديات، وبيان مدى استجابة الإفتاء كعلم للتقنيات الحديثة، إلى غير ذلك من الأهداف في هذا الصدد.
وبشأن المناقشات والمحاور المرتقب مناقشتها خلال فعاليات المؤتمر، أوضح مستشار مفتي الجمهورية، أنه من المخطط أن تدور النقاشات في المؤتمر حول محورين رئيسيين؛ المحور الأول، وهو الإفتاء الجماعي ومؤسساته.. الواقع والمأمول، ويرتكز هذا المحور على عدة موضوعات رئيسية، أهمها مفهوم الإفتاء الجماعي وأهميته في مؤسسات الإفتاء، ومعايير وضوابط الإفتاء الجماعي، ونماذج ومسارات الإفتاء الجماعي ومدى تأثيرها في العملية الإفتائية، والاستفادة من التقنية الرقمية في تفعيل الإفتاء الجماعي، والتمذهب وأثره في الإفتاء الجماعي.
كما أوضح دكتور نجم أن ذلك المحور سوف يتناول عدة عناوين لأبحاث قد تكون هامة في هذا الصدد، ومنها الإفتاء الجماعي، مفهومه الإجرائي وأهميته في العصر الحديث، ومعايير الاجتهاد الجماعي، والاجتهاد الجماعي وإلزامية الفتوى.. المفهوم والآلية، وتحديات العمل الإفتائي الجماعي في العالمين العربي والإسلامي، وقرارات وفتاوى المجامع الفقهية وتأثيرها على الفتوى في العالم، ودور الإفتاء الجماعي في مواجهة التشدد والتطرف والإرهاب.، وآليات استخدام التقنيات الرقمية في الإفتاء الجماعي، وكذلك دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تفعيل الإفتاء الجماعي في مؤسسات الفتوى.
أما المحور الثاني من محاور المؤتمر، فقد أكد الدكتور "إبراهيم نجم" انه سوف يتناول مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير ونماذج المعالجة، ومن المقترح أن تدور نقاشات ذلك المحور حول واقع المؤسسات الإفتائية في العالم، وأهمية التحول الرقمي وأثره في مجال الإفتاء، والتحديات التي تواجه المؤسسات الإفتائية في سبيل التحول الرقمي، ونماذج الإفادة من التقنية الرقمية في دعم العملية الإفتائية، وآليات التعاون بين المؤسسات الإفتائية في الاستفادة بالتقنية الرقمية، وكذا آفاق التحول الرقمي في مؤسسات الإفتاء المعاصرة، ومن عنواين الأبحاث المقترحة في هذا المحور مؤسسات الفتوى والتقنية الرقمية.. عناصر التواصل بين القوة والضعف، والأسس النظرية والعملية للاستفادة الرقمية في مجال الإفتاء، وتحديات التحول الرقمي في المؤسسات الإفتائية، وتجربة دار الإفتاء المصرية في التحول الرقمي، ودار الفتوى اللبنانية.. تحديات التحول الرقمي.
وكشف مستشار مفتى الجمهورية أنه من المزمع أن يُختَتَم المؤتمر بجلسة ختامية تحتوي على عدة فعاليات بجانب البيان الختامي، وأبرز تلك الفعاليات؛ الإعلان عن "وثيقة التعاون الإفتائي"، وتوقيع مذكرات تفاهم بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات المعنية، والإعلان عن الفائز بجائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي وتسليم الجائزة، وعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى، وتخريج دفعة من المتدربين على الفتوى في الخارج.
دورات تدريبية وإصدارات مرتقبة
وأضاف مستشار مفتي مصر والأمين العام لأمانة الإفتاء العالمية: أنه من المُنتَظَر أن يخرج عن مؤتمر الأمانة القادم مجموعة كبيرة من الإصدارات مع الانتهاء من ثلاث دورات تدريبية، الأولى في في مهارات استخدام البرامج الإلكترونية في العملية الإفتائية، والثانية في تقنيات التفكير الاستراتيجي في المؤسسات الإفتائية، والثانية في المهارات التقنية والإدارية لحفظ واستدعاء وأمن المعلومات في المؤسسات الإفتائية.
ولفت إلى انه من المزمع أيضًا أن تقام خمس ورش عمل على هامش المؤتمر الأولى: ورشة عمل بعنوان التفكير الاستراتيجي داخل المؤسسات الإفتائية، الأهمية والوسائل؛ لإبراز أهمية التخطيط الاستراتيجي لتوجيه المؤسسات الإفتائية للاتجاه الذي يجب أن تسير فيه.
وفي إطار كيفية استفادة مؤسسات الفتوى من تكنولوجيا المعلومات، والوقوف على أهم البرمجيات اللازمة للمؤسسات الإفتائية لتنفيذ التحول الرقمي، ومدى استجابة الإفتاء كعلم للتقنيات الحديثة، لفت الدكتور إبراهيم نجم، الي عقد ورشة عمل ثانية تحت عنوان الفتوى والعصر الرقمي.. كيف نقتحم الميدان؟، مؤكدا أنه مع اقتحام العديد من المؤسسات الإفتائية العصر الرقمي، بعد أن طورت آلياتها وإجراءاتها وأساليبها لتوائم الرقمنة كان من الأهمية بمكان أن تتناول أحد ورش العمل تلك التجارب الرائدة، وكيفية الاستفادة من التطور التكنولوجي الحديث في الفتوى وإدارة العملية الإفتائية داخلهما، فكان ذلك محورًا للورشة الثالثة بعنوان تجارب المؤسسات الإفتائية في التحول الرقمي.
وأردف موضحًا أن فكرة مرصد المستقبل الإفتائي تأتى محورا لورشة العمل الرابعة؛ لإعلام المشاركين بأهمية هذا المرصد وآلية العمل فيه وتتناول في هذا السياق عدة قضايا تم رصدها وتقديم اقتراحات معالجتها، وعلى رأسها قضية الذكاء الاصطناعي وقضية الأخلاق الحيوية.
أما آخر ورش المؤتمر فتأتي بعنوان أدوات البحث في علوم الإفتاء، والتي تعنى بمناقشة أدوات البحث العلمي في الإفتاء، مع ما تلقيه من مزيد الاهتمام بمدى أهمية استخدام البرامج الإلكترونية كأحد أهم هذه الأدوات.
«مركز سلام لدراسات التشدد» ..
ويأتي من بين المجهودات التي تعمل الأمانة العامة على تنفيذها، تدشين "مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب". وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا بعين الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان.
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم - أن "مركز سلام لدراسات التشدد" كان الهدف من إنشائه هو المساهمة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية المتعلقة بقضية التشدد بأبعادها المختلفة، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التشدد، بحيث لا تقتصر على جانب المكافحة الأمنية فحسب وإنما تهتم أيضًا بالأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية في عملية المكافحة.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن المركز يهتم كذلك بمكافحة التشدد بأنواعه المختلفة على مستويين رئيسيين، الأول: وهو المعنيُّ بالتعامل مع الفكر المتشدد، حيث أصبح من الواضح تقدم الاستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في تجنيد فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب والنشء، والتي تعتمد على الاستدلالات الفقهية والشرعية من أجل التعبير عن رؤيتها للآخر وللعالم.
أما المستوى الثاني الذي يهتم به المركز فأشار د. نجم إلى أنه يستهدف تحصين المجتمعات من الأفكار المتطرفة، على نحو يحول دون استمرار انتشار مثل هذه الأفكار في المجتمع والحيلولة دون انتقالها بين الأجيال المختلفة، وهو ما يتطلب سلسلة من إجراءات المكافحة التي لا تهتم بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف فقط أو تلك المتعلقة بالسياق المشجع على تبني الفكر المتطرف، وإنما تهتم أيضًا بمعالجة العوامل المحفزة التي تفسر سبب تبني شخص ما فكرًا متطرفًا في الوقت الذي يعزف شخص آخر له نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية عن تبني ذلك الفكر.
والمركز سيعمل كذلك على عقد ندوات وورش عمل ومؤتمرات علمية للخبراء والباحثين في مجالات التشدد؛ وذلك بهدف تبادل الخبرات والمعارف اللازمة لمواجهة الظاهرة، والتواصل مع مختلف الخبراء والمتخصصين في هذا المجال لمواكبة التطورات والتغيرات الجارية في هذا المضمار.
كما سيعمل مركز سلام أيضًا على التشبيك مع مراكز الأبحاث والمنظمات العامة المهتمة بالتطرف حول العالم، وترسيخ هذا التعاون ليكون نواة لتكامل مؤسسي في مكافحة التشدد، وبداية فعلية لوضع مناهج وأدوات لمعالجة المشكلات المرتبطة بالتشدد والتطرف.
تنظيم اليوم العالمي للإفتاء 2021م
تستهدف الأمانة العامة إطلاق عدة فعاليات في اليوم العالمي للإفتاء 2021م تشمل حملة دعائية في وسائل التواصل الاجتماعي وإقامة الندوات وإعداد اللقاءات ونشر المقالات الصحفية وغير ذلك من الفعاليات.
المؤشر العالمي للفتوى
يعتزم المؤشر العالمي للفتوى في 2021م إخراج قاعدة بيانات محرك بحث المؤشر بمليوني فتوى مصنفة ومحللة من كافة النطاقات الجغرافية بجانب فتاوى التنظيمات الإرهابية كنواة لأكبر قاعدة بيانات للفتوى بالعالم.
أكاديمية الفتوى
تُعد الأمانة العامة في عام 2021م المتطلبات اللازمة لإنشاء نظام تعليمي لتحويل الفتوى إلى تخصص أكاديمي دقيق.
مرصد المستقبل الإفتائي
يعتزم مرصد المستقبل الإفتائي إتاحة موقعه الإلكتروني على شبكة المعلومات بما يحويه من مسائل إفتائية مستقبلية وغيرها من المداخل النظرية وزيادة المسائل المستقبلية إلى مائة مسألة.
المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية
تستهدف الأمانة هذا العام إصدار معلمة تجمع مبادئ وأركان العملية الإفتائية في ثلاثين مجلدًا بعنوان "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية".
كتاب الفتوى والتنمية المستدامة
تُصدر الأمانة عام 2021م كتابًا يبين دور الفتوى الشرعية المنضبطة الصادرة عن المؤهلين المتخصصين في تحقيق التنمية المستدامة من خلال مراعاة أهدافها عند إصدار الفتاوى.
الحوكمة والتخطيط الاستراتيجي
تعتزم الأمانة إعداد مرجع نظري تطبيقي يستهدف مبادئ آليات حوكمة المؤسسات الإفتائية والتخطيط الاستراتيجي لها.
إعداد برنامج سلام
هو برنامج إلكتروني يستند إلى التقنية الحديثة في تشكيل مخرجات تجمع كافة العوامل المرتبطة بالتطرف والإرهاب في شكل شبكي وفق عوامل متفاعلية مجددة.
المرجع المصري في دراسة التطرف ومواجهته
تُصدر الأمانة العامة طليعة الأجزاء للمرجع المصري في دراسة التطرف ومواجهته الذي يُعنى بالتعريف بظاهرة التطرف ودوافعها ومصادرها ومنطلقات الفكر المتطرف وسبل الوقاية منها ومواجهتها والذي من المخطط له أن يصدر في ثلاثين مجلدًا.