وقالت دار الإفتاء المصرية: "لا يجوز شرعًا التخلص من جثث المتوفين بفيروس كورونا بالحرق أو الإذابة خوفًا من انتقال العدوى للأصحاء؛ لِما فيه من إيذاء الميت وإهانته؛ لأنه محترم بعد موته كاحترامه حال حياته، وحرمته بعد موته باقية".
وأضافت دار الإفتاء المصرية: "ولِما تقرر أن جثة المتوفى بالفيروس لا يُسمح بالتعامل معها إلا للخبراء المتدربين في مجال الأوبئة، مستخدمين معدات الحماية ووسائل الوقاية، وقد احتال الخبراء لذلك بوضع الجثث بعد تغسيلها في أكياس طبية واقية، ثُم وضعها بعد ذلك في تابوت مُعَدٍّ لذلك، ولِما تقرر طبيًّا أن الفيروس لا ينتشر ويتكاثر إلا في الخلايا الحية، عن طريق التنفس والرذاذ والتلامس ونحو ذلك، وهذا كله لا يتصور حصوله من الشخص المتوفى بهذا الفيروس".
وشهدت مدينة حلوان بمحافظة القاهرة واقعة مؤسفة حيث قام مجهولون بنبش قبر سيدة متوفية بفيروس كورونا وإشعال النار فى جثتها فى مدفنها، وتجرى الأجهزة الأمنية التحريات لسرعة ضبط المتهمين. ______________________________________ الإفتاء الأردنية تبين حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان
قالت دائرة الإفتاء الأردنية: "إنه لا حرج في إظهار المسلم فرحته بالمناسبات الدينية، وبقدوم مواسم الخير والبركة، كشهر رمضان المبارك، بل في ذلك ما يدل على انتمائه لهذا الدين الحنيف والاعتزاز به، قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس/ 58.
وإظهار الفرح مشروع في ديننا الحنيف أيضاً، فقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده ويوم بعثته، وخصّ هذا اليوم بعبادة خاصة، وهي الصيام، فرحاً بهذه المناسبة، فقال عليه الصلاة والسلام: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ-) رواه مسلم.
وقد بيّن العلماء مشروعية البشارة والتهنئة بالنعم التي تصيب المسلم، كما ثبت في قصة كعب بن مالك لما تخلّف عن غزوة تبوك وجاءه البشير بقبول توبته من الله عز وجل، ويجوز التهنئة كذلك بقدوم الأشهر ومنها قدوم شهر رمضان، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ) رواه أحمد في [مسنده].
ويدلّ على مشروعية التهنئة بالنعم أن الإسلام قد شرع سجود الشكر في حال تجدّد نعمة أو اندفاع نقمة عن العبد.
جاء في [مغني المحتاج 1/ 599]: "قال القمولي: لم أر لأحدٍ من أصحابنا كلاماً في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس...، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة، وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطّلاعه على ذلك بأنها مشروعة، واحتجّ له بأن البيهقيّ عقد لذلك باباً، فقال: باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في العيد: تقبل الله منا ومنك، وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة، لكن مجموعها يحتجّ به في مثل ذلك، ثم قال: ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك: أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه".
وجاء في [حاشية الجمل على المنهج 1/ 359]: "التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: مندوبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند النعمة وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبي طلحة له".
ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في [لطائف المعارف ص/148]: "قال بعض العلماء: هذا الحديث: (قد جاءكم رمضان...) أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، من أين يشبه هذا الزمان زمان؟".
ولا حرج في استعمال عبارة "رمضان كريم"؛ إذ لم يرد ما ينهى عن ذلك، كما يجوز إطلاق صفة الكرم على رمضان لما فيه من تفضّل الله تعالى على عباده في هذا الشهر العظيم من الخير والبركة ومضاعفة الأجر، ونسبة الشيء إلى سببه جائزة، كما قال الله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} النمل/29، وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} الدخان/ 17.
وفي اللغة يراد بالكرم: "شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه، أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق، يقال: رجلٌ كريم، وفَرَسٌ كريم، ونبات كريم، وكَرُم السّحابُ: أتَى بالغَيث. وأرضٌ مَكرُمةٌ للنَّبات: إذا كانت جيِّدة النبات" انتهى من [معجم مقاييس اللغة لابن فارس].
وجاء في [مرعاة المفاتيح 1/ 415] في تفسير الحديث السابق: "قد جاءكم رمضان شهر مبارك بدل أو بيان والتقدير هو شهر مبارك، وظاهره الإخبار، أي كثر خيره الحسيّ والمعنويّ كما هو مشاهد فيه".
وعليه؛ فلا حرج في إطلاق عبارة "رمضان كريم"، وتهنئة الآخرين بها.
___________________ بينها لقاح كورونا وصلاتي التراويح والعيد .. "الإمارات للإفتاء" يصدر بيانًا بشأن بعض المستجدات الفقهية المتعلقة بشهر رمضان أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بيانا بشأن بعض المستجدات الفقهية المتعلقة بشهر رمضان المبارك التي ناقشها خلال اجتماعه الثالث لسنة 2021م.
وأكد المجلس على ما ورد في الفتوى رقم /11/ لسنة 2020م بضرورة الالتزام بالأمور الآتية: وهي أنه يجب شرعًا على جميع فئات وشرائح المجتمع الالتزام التام بكل التعليمات الصحية والتنظيمية الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة، بالإضافة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع انتقال المرض وانتشاره، ولا يجوز شرعًا مخالفتها بأي حالٍ من الأحوال.. ويحرم شرعًا على كل من أصيب بهذا المرض أو يشتبه بإصابته به؛ الحضور في الأماكن العامة، أو الذهاب إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة أو الجمعة أو العيدين أو التراويح، ويجب عليه الأخذ بجميع الاحتياطات اللازمة بدخوله في الحجر الصحي، والتزامه بالعلاج الذي تقرره الجهات الصحية في الدولة؛ كي لا يسهم في نقل المرض إلى غيره، ومن فعل خلاف ذلك فهو آثمٌ شرعًا ومعاقبٌ قانونًا.
وأوضح المجلس أن أخذ لقاح كورونا المستجد /كوفيد – 19/ عبر الحقن /الإبر/ في نهار رمضان لا يفسد الصوم ولا يؤثر على صحته ولا ينقص أجر الصائم لأنه ليس من المفطرات المنصوصة ولا في معناها، وإذا وجد متلقي التطعيم ألمًا أو مشقةً معتبرة بسبب الحقنة فلا بأس أن يفطر وعليه القضاء.
ودعا مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الجميع للتعاون مع الجهود التي تبذلها حكومة الإمارات وذلك من خلال الإسراع لأخذ جرعات التطعيم في موعدها المحدد، مع المحافظة على الالتزام التامِّ بجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي وجَّهت بها الجهات الصحية، لافتا إلى أن التهاون في استخدام اللقاح لمن هو" مهيَّأٌ لذلك قد يعرض صاحبه للإثم؛ نظرًا لأنَّه قد يتسبب في تعدي ضرر المرض للآخرين مع القدرة على منعه أو تقليل أضراره.
كما دعا المجلس الجميع للالتزام التام بالإجراءات الوقائية بعدما أذنت الجهات المختصَّة بإقامة صلاة التراويح في المساجد وأهمها لبس الكمامة، وتحقيق التباعد الجسدي بين المصلين، كما يدعو المجلس عموم المصلين إلى عدم تعطيل الطرقات المجاورة للمساجد بافتراشها للصلاة إلا ما تمَّت تهيئته لذلك؛ حرصًا على سلامة المصلين، ولمنع الضرر عن المارَّة فهم أصحاب الحقِّ في الطريق.
وأوصى المجلس جميع أئمة المساجد بتخفيف الصلاة اتباعًا لهدي النبي في التخفيف على النَّاس، وتطبيقًا للإجراءات الوقائية التي وجَّهت بها الجهات المختصة.
ويشجع مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي المصلين الذين ينشطون للصلاة في بيوتهم - خاصةً كبار السن، من المواطنين والمقيمين وأصحاب الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة - أن يحيوا سنَّة إقامة صلاة التراويح في بيوتهم، وذلك من خلال صلاتها جماعةً مع أهل بيتهم، أو منفردين، ولهم أجر التراويح كاملاً بإذن الله تعالى.
وحثُّ المجلس جميع الراغبين في الحصول على الأجر الجزيل الذي جعله الله في إفطار الصائم على الالتزام بالإجراءات التي وجهت بها الجهات المختصة؛ من خلال تقديم وجباتهم عبر الجمعيات الخيرية الرسمية المختصَّة، التي ستكون وكيلاً عن المحسنين في تسليم وجبات إفطار الصائمين، وفق الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تراعي الضوابط الصحية وتقلل فرص انتشار المرض بين النَّاس.
وقال إنَّ صلاة العيد سنَّةٌ مؤكدةٌ يصحُّ أن تؤدى في البيوت عند الحاجة، ولذلك إذا رأت الجهات المعنية أنَّ المصلحة العامَّة تقتضي عدم إقامتها في المساجد؛ فإنَّه يجب الالتزام بهذه التعليمات وعدم التجمع لإقامتها، بل يؤديها الشخص جماعةً مع أهل بيته دون خطبةٍ أو منفردًا.
ودعا المجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الجميع للالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء وكثرة الاستغفار، بأن يديم لطفه وحفظه وعافيته على دولة الإمارات، بمن فيها وما فيها، قيادةً وشعبًا، وأن يرفع هذا المرض عن العالم أجمع.
_________________________ دار الإفتاء الفلسطينية وجامعة الخليل توقعان اتفاقية تعاون مشترك
في إطار التعاون المشترك بين المؤسسات الفلسطينية لخدمة المجتمع الفلسطيني وأبنائه وخاصة في المجالين التوعوي والتعبدي، وقعت دار الإفتاء الفلسطينية، ممثلة بسماحة الشيخ محمد أحمد حسين – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – خطيب المسجد الأقصى المبارك، وجامعة الخليل ممثلة برئيس الجامعة- الدكتور صلاح الزرو اتفاقية تعاون مشترك.
وذلك بهدف تبادل الخبرات بينهما، وتبادل الكتب والدوريات والمجلات العامة الصادرة عنهما، إضافة إلى التعاون في مجال الأبحاث العلمية، وتبادل الزيارات المشتركة، وتنظيم الفعاليات العامة، وتمنح الاتفاقية موظفي دار الإفتاء عضوية مجانية في مكتبة جامعة الخليل، وفي المقابل؛ تفسح دار الإفتاء المجال لطلاب العلوم الشرعية من الجامعة للتدريب والتطبيق العملي في مكاتبها.
من جهة أخرى؛ أثنى سماحة الشيخ محمد حسين على هذه الاتفاقية راجياً أن تحقق أهدافها وغاياتها النبيلة مؤكداً على ضرورة بذل الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وخاصة طلبة العلم منهم، مثنياً سماحته على جامعة الخليل، التي تُعد رمزاً وطنياً كبيراً.